شبعت من دمانا الأرضِ
أنتفخت الكرة بالجثث والأكاذيب والأخبار
أجتمعت هيئة البشر ، قررت لتفادي الكارثة _ من فرط العبث _ و كيلا تنفجر هذه البسيطة _ والتي تتكور في السلام وتتسطح بالحرب _ نقل الدوري الى الأعلى حيث النجوم والكواكب الفسيحة
بدأنا في الهلال
أعني الهلال الذي يمسي بدرا ثم قمرا
لم أعن النادي السعودي الذي يتردد صداه في تويتر ، تلك مباريات لا تهمني ، إنما الكوكب الذي يؤرخ لنا ، منذ الأزل ، البدايات المثلى للروح الجميلة والمؤمنة بالعرجون المضيء جدا
قذفونا الى الأعلى كما الكلب الأول
بحوزتنا المايكات والهواتف الذكية وكابلات الإنترنت ، وأحدثنا ضجة أقلقت راحة الملائكة وهانحن في طور الإنتقال الى كواكب أخرى ومجرات ونسعى بالدسيسة بين السماوات فسبعة أرقعة تساوي أقاليم الأرض السبعة برأي مقدمة ابن خلدون الذي خط بحذائه الجهات
خربنا نحن القادمون من الشرق؛ بيت القمر
حجبنا ـ بأدخنة الكلام ووكالات البث والفضائيات ـ الضوء القادم من الشمس وعندما أعتم تسلقنا من درب التعبانة ـ لفرط ما عانت من بشاعاتنا في ظرف ليلتين ـ الى السماء الأولى : هانحن على بعد فرسخين ودليلنا ملاك باع ربه بآيفون
هأنتم تشاهدون الأجنحة المحطمة أمامي
نحن قضينا على الملائكة : تبقى الثمانية فقط
الثمانية الذين تفرقوا وتركوا العرش وحيداً
يعتقد انهم هبطوا الى الأرض للنجاة
أقفلوا باب الجنة وسقطوا ..
..........
معركة السماء (2)
كنا بالأمس على مقربة من السماوات
بالضبط في السماء الأولى بينما فرت الملائكة المنتصبة في الماء : شاهدتم أجنحتهم أمامي فالزمن زمن الحروب اللأخلاقية : إشاعات
قبالتنا الآن " آدم "
في محياه أسف الأب من تمرد بنيه
تهامس الجمع ، هل نهاجمه ؟ ضج الكثيرون نعم
بصراحة ، ألتقطت له صورة ، ستصلكم بسرعة البراق الذي أسرى بمحمد ، وأرواح ذريته عن شماله ، ويمينه خال من أحد ، كلنا كفرة ..
أنضم الينا أكلة مال اليتامى
أتانا آكلو الربا ، والنساء المعلقات بأثدائهن ، هنا بدأ الإنقلاب السماوي على الحقيقة ، ثم صاح أحدنا : لتبدأ المعركة فطفق الجميع ينهمك على هاتفه فالحرب إنما بمنشورات تخلع قلب العالم الأعلى دونما يستطيعون الرد : فر آدم ، فر ، فر
قبلما آدم يهرب صرخ : ربااااااه
صرخ الجميع ردا عليه : لماذا أكلت من الشجرة ؟ لم يجب ، أقترب أحدهم منه ، هاك إنظر يا خاطئ ، هنا مقطع مسرب وأنت تأكل التفاحة يا أبانا الذي أسقطنا عنوة ، وحينها أفلت لقدميه العنان وفر مسرعاً الى السماء الثانية
شاهدوا ملحمة الشرق في سماوات الله
أنتصر الشرقي بأكاذيبه على آدم ، فر البشري الأول من المعركة وهاكم الثوار الأحرار
تمعنوا بالحرائر ، وسجناء التاريخ
لقد سجنوهم ظلما ولدهور .
.........
معركة السماء (3)
نحن الذين بلا جيوب
وأرواحنا ملبثة بالفراغ الكثيف ، الكثيف
الكثيف كالسواد في مساءات الوطن ، الكثيف كالضوء الهارب من أعين الجميلات ومن نوافذ الجبال المطلة على السماء الى السماء
نحن الذين بلا قمر
نمر في ردهات الفضاء الباسط أجنحته كالليل
بلا أنوار نبحث عن سر يعلينا الى الرقعة الثانية نحملق بالسطر المنقوش بأنمل الخرافة ، خرافتنا التي كتبت بحبر من الدم على سماء الله التالية في ملحمة الشرقي : الشرقي الباحث عن الفراغ
نحن الذين بلا أحذية
نعالنا أمنيات مستحيلة ، وطرابيشنا الغيوم المسودة بالتبخر من بول العصاة في المدائن الفاضحة ، طلعنا على أظهر الخطايا الى السماء وأطنبت في الطهر كلماتنا الفادحة ..
نحن الذين قتلنا الملاك
أجبرنا آدم يهرب كالحفاة عاريا كما ولدته حفنة الله ، خاطئا كما لم يسقط من هناك ولم يغفر له الرب منذ أشبعته تفاحة مشركة ، ألقمناه الفرار وبسطنا على ملكه وحطمنا سماه المزخرفة
.............
معكم عبدالسلام القيسي
مراسل وكالة الشرق في معركة السماء
وهذه مقدمة للمعركة المحتومة على منافذ السماوات المؤمنة بالخوارق : انتظرونا .