ارتفاع أسعار النفط بعد تغلب المؤشرات على شح الإمدادات

الأخبار I منوعات

ارتفعت أسعار النفط قليلا اليوم الأربعاء، بعدما تغلبت المؤشرات على شح الإمدادات، في ظل تخفيضات إنتاجية من جانب منتجين كبار، تزامنا مع مخاوف متعلقة بنمو الطلب في الصين والولايات المتحدة، أكبر مستهلكين للخام في العالم.

 

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتا إلى 82.21 دولار للبرميل بحلول الساعة الـ04:40 بتوقيت غرينتش، بعد تراجعها في الجلسات الأربع السابقة.

 

وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 19 سنتا إلى 78.34 دولار للبرميل بعد انخفاضها في اليومين السابقين. ويفتقر معدل النمو الاقتصادي المستهدف في الصين لعام 2024 بنحو خمسة بالمئة إلى خطط تحفيز كبيرة لدعم اقتصاد البلاد المتعثر، ما زاد المخاوف من أن نمو الطلب في الصين قد يتأخر هذا العام. وأعلنت بكين هذا الهدف أمس الثلاثاء.

 

وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى "آي جي" في سيدني: "أرادت السوق مزيدا من التفاصيل حول الكيفية التي تعتزم بها الصين تحقيق هدف النمو البالغ خمسة بالمئة لعام 2024، وكانت تأمل على وجه التحديد في رؤية المزيد من التوسع المالي للمساعدة في تحقيق هدف النمو".

 

وأضاف سيكامور أن الأسواق تتطلع إلى شهادة السياسة النقدية نصف السنوية لجيروم باول رئيس البنك المركزي الأمريكي، أمام الكونغرس، الأربعاء وغدا الخميس، وبيانات التوظيف الأمريكية يوم الجمعة المقبل.

 

ومن المتوقع أن تظهر بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة يوم الجمعة زيادة قدرها 200 ألف وظيفة في شباط/ فبراير بعد ارتفاعها 353 ألف وظيفة في يناير/ كانون الثاني، وفقا لمسح أجرته "رويترز".

 

 

ويمكن أن توفر تعليقات باول وبيانات الوظائف اتجاها أوضح بشأن أسعار الفائدة الأمريكية، وسينظر إلى أي مؤشرات على تحرك المركزي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة على أنها إيجابية للاقتصاد وللطلب على النفط.

 

وتلقت أسعار النفط دعما من إعلان تحالف "أوبك+" الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها يوم الأحد الماضي عن تمديد تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يوميا حتى نهاية الربع الثاني.

 

وأدى التمديد إلى بعض الشح في المعروض، خاصة في الأسواق الآسيوية، إلى جانب تعطل تحركات ناقلات النفط نتيجة لهجمات البحر الأحمر التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية.

 

وأشار دانييل هاينز خبير استراتيجيات السلع الكبير في بنك "إيه إن زد" في مذكرة اليوم الأربعاء، إلى "توجه العزوف عن المخاطرة" في الأسواق "على الرغم من استمرار علامات الشح في السوق الفعلية". وأضاف أن "تخفيضات أوبك+ تشق طريقها ببطء عبر السوق".

 

واتضحت علامات شح المعروض عندما أعلنت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع طفيف في أسعار مبيعات النفط الخام لشهر نيسان/ أبريل إلى آسيا، أكبر سوق لها.

 

وقالت مصادر في السوق إن التقرير الأول من تقريري المخزونات الأمريكية هذا الأسبوع، الصادر عن معهد البترول الأمريكي، أظهر ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 423 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الأول من آذار/ مارس، وهو أقل بكثير من الزيادة التي توقعها محللون في استطلاع أجرته "رويترز" والبالغة 2.1 مليون برميل.

 

وأظهرت بيانات معهد البترول أن مخزونات البنزين انخفضت بمقدار 2.8 مليون برميل، وانخفضت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 1.8 مليون برميل. ومن المقرر صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم الأربعاء.

 

وإذا أعلنت إدارة معلومات الطاقة عن زيادة في مخزون النفط الخام، فسيكون هذا هو الأسبوع السادس على التوالي الذي ترتفع فيه مخزونات النفط في البلاد